الهاتف الخلوي في منطقة مرجعيون معاناة دون حلول والأهالي يئنّون من الفاتورة المضاعفة والتوتر العصبي
مشكلة الهاتف الخلوي في منطقة مرجعيون قديمة جديدة، تعود بدايتها الى حرب تموز 2006، حين تضرّرت معظم محطّات البث والتغذية، وازدادت سوءاً مع زيادة الطلب على شراء خطوط جديدة، خصوصاً مع انتشار آلاف عناصر <اليونيفل> التي تستخدم أيضاً هواتف خلوية لبنانية··
في المقابل فإن الشبكتين لم تعمدا الى إعادة صيانة محطّاتها كما يجب، والنتيجة رداءة كبيرة في الاتصالات تفوق رداءتها أي دولة لا تزال تشقّ طريقها في عالم الاتصالات··
ورغم الشكاوى المتكرّرة، فإنّ القيّمين على هذا القطاع من جهة، والمعنيين في وزارة الاتصالات من جهة أخرى، صمّوا آذانهم لأنّ مشاكل المواطنين في هذه المنطقة لا تعنيهم، بحيث أصبحت هذه المشكلة من الأولويات لدى مستخدمي شبكتي الخلوي الـ Alfa و MTC·· <لـواء صيدا والجنوب> وللمرة الثانية في غضون أربعة أشهر يلقي الضوء مجدداً على هذه المشكلة المستعصية، واستمع إلى شكاوى الأهالي وبعض المعنيين في البلديات، الذين شددوا على ضرورة الإسراع في تحسين نوعية الخدمات، وتقوية الإرسال، وزيادة المحطات، وتأمين خدمات المواطن من هذه الخدمة التي باتت ضرورية··
هي مشكلة قديمة جديدة تتلخّص بنوعية الاتصالات الرديئة الناتجة عن ضعف الشبكات المحمّلة بأكثر من طاقتها، إضافة الى عدم توافر محطّات بث وإرسال تؤمّن التغطية الكافية في المنطقة ما يؤدّي الى انقطاع الخط مباشرة، أو عدم تمكّن المتصّل أساساً من إجراء المكالمة، إذ تعلمه الشركة عبر هاتفه ، أو ·
رمضان { رئيس بلدية بلاط المحامي علي غالب رمضان قال: المطلوب تقوية إرسال شبكات الخلوي في قرى منطقة مرجعيون، فالإرسال في هذه المنطقة ضعيف جداً، والنتيجة فاتورة مضاعفة، وتوتّر عصبي يصيب المواطنين، الذين ملّوا الشكوى· ولا يقنعهم العذر المقدّم من الشبكتين، وهو أن التشويش مصدره قوات <اليونيفل> وهذا ليس صحيحاً، بل سببه الضعف اللاحق بعدد المحطات وبإرسال الشبكات، إضافة إلى التشويش الحاصل من قبل العدو الاسرائيلي·
وأضاف: مطلوب معالجة جذرية للمشكلة لأن أبناء المنطقة الذين ضحوا بكل ما يملكونه للمحافظة على أرضهم ووطنهم، يستحقون الرعاية والاهتمام من الدولة وأجهزتها ومؤسساتها· علماً أن شبكتي الخلوي قد عملتا على تقوية الارسال في بلدة بلاط، وركبتا أعمدة جديدة، وتحسن الارسال، لكنه سرعان ما عاد إلى طبيعته السيئة بعد مرور 5 أشهر، والسبب يعود الى الزيادة الكبيرة في مستخدمي الشبكتين·
وتابع: كنا نتمنى بعد التحرير أن تلتفت الدولة إلى حاجات وهموم الأهالي، وتعمل على تحسين أوضاعهم، لكن النتيجة كانت العكس، فشبكات الاتصال ضعيفة وبحاجة إلى محطات جديدة، وفي أماكن كثيرة لكي يتمكن المواطن من انجاز معاملاته عبر الهاتف، وكل مكالمة يريد المواطن أن يجريها مع الآخرين يحتاج إلى أكثر من 3 مرات، لذلك ترتفع فاتورته، ومع زيادة عدد السكان والطلب على الخطوط من قبل قوات <اليونيفل> المنتشرة في المنطقة، يضعف الارسال وتقطع الاتصالات بشكل عشوائي، لذلك فالمطلوب زيادة عدد المحطات وتطوير القديمة منها، والحد من التشويش الناجم عن العدو الإسرائيلي، وعلى الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقوية ارسال المحطات الضعيفة·
وختم رمضان: إن بلدية بلاط رجعت أكثر من مرة، وطالبت بمحطة في المنطقة، ووضعوا محطة في بلاط لشركة M.T.C فتحسنت الاتصالات لمدة 6 أشهر، وبعدها عادت المشكلة إلى سابقها، حيث يتحمل المواطن وحده مسؤولية غياب الاتصالات وأجهزة الدولة·
الزين { رئيس <اتحاد بلديات جبل عامل> علي الزين، الذي يتابع ملف الخلوي مع وزارة الاتصالات وشبكات الخلوي، ذكر انّه <بعد البحث والتدقيق عبر لجان مختصّة، لوحظ أن التشويش الناتج عن <اليونيفل> محدود ومؤقّت، كذلك التشويش الناجم عن العدو الإسرائيلي، وأن المشكلة الحقيقية هي في ضعف البنى التحتية للشبكتين· وأبلغنا بأن شركة <ألفا> ستقوم بتقوية الشبكة عبر إضافة خمس محطات في المنطقة>·
وقال: راجعنا اختصاصيين، فتبيّن أنه يوجد جزء من المشكلة لها علاقة بالتشويش، ولكن المشكلة محصورة أثناء مرور بعض الآليات، والتي خففت منها قوات الطوارئ في الفترة الأخيرة بنسبة عالية جداً، لكن المشكلة الرئيسية هي في البنى التحتية، ونتيجة قلة محطات الإرسال الموجودة في المنطقة يحصل تداخل بين الأجهزة الخلوية، وبالتالي ليس بإمكان الجهاز أن يأخذ أو يلتقط خلايا الاتصالات، وراجعنا الشركات، وتمت الموافقة على انشاء 5 محطات في جزء من منطقة مرجعيون، وليس في كلها، وهناك مشاكل أخرى في الاتصالات، فلا يوجد في هذه المنطقة وحتى الآن شبكة للانترنت، وكذلك قلة في عدد المهندسين المتخصصين واليد العاملة·
وأشار الزين أنه <بتاريخ 3 تموز الماضي، تقدم الاتحاد بطلب تقوية ارسال شبكة <ألفا> في نطاق انتشاره، وبعد متابعة مع الشركة، تلقينا مراسلة تفيد بأن الشركة تتابع الموضوع، وبعد اتصالات عدة مع كل من الشركة ومكتب الخلوي في وزارة الاتصالات ومدير عام التجهيز في الوزارة، أعدت دراسة شاملة عن المنطقة تفيد بضرورة إنشاء محطات تقوية لشركة <ألفا> في كل من القرى التالية:
الطيبة، برج قلاوية، تولين، بني حيان ودوبية· وبعد متابعة استمرت سنة، تبلغنا منذ اسبوع موافقة وزير الاتصالات على انشاء محطات تقوية في بلدات الاتحاد، والتي تضم: عديسة، الطيبة، دير سريان، عدشيت، القنطرة، قبريخا، مجدل سلم، مركبا، رب ثلاثين، طلوسة وحولا، وتبلغ كلفتها حوالى 600 ألف دولار أميركي مدفوعة بالكامل من قبل الوزارة>·
الحاج { الآنسة رشا الحاج قالت: بدأت مشكلة المعاناة مع الاتصالات الخلوية بعيد حرب تموز مباشرة - أي قبل استقدام أجهزة التشويش التي تستخدمها <اليونيفل>، والتي يعرف الجميع حجم تأثيرها على المنطقة، وليس على شبكات الخلوي، إذ بمرور الدورية ينقطع الخط نهائياً، ولكن في الحالات العادية وبغياب الدوريات، ومع الإشارة التي تظهر على الهاتف وتدل على أن الإرسال بأعلى درجاته، فإنّه غالباً ما يكون من المستحيل إجراء المكالمة، إذ ينقطع الخط مراراً وتكراراً· وإذا رغب أحد في الشكوى على الرقم 111 ينقطع الخط أيضاً، وفي النهاية يكاد يسمع موظّفا في إحدى الشركات يجيبه بأنّه تمّ تحويل الشكوى الى القسم الفنّي المختص·
وأضافت: الشبكات الخلوية لا يهمها مصالح الناس في المنطقة المحررة، ولا نعرف على من الحق، على التشويش أم على الارسال الضعيف، وطالبنا مرات عدة، ورفعنا صوتنا عالياً، ولكن لا من سميع أو مجيب؟>·
وختمت الحاج: وحدها الخطوط الثابتة هي الشغالة في كافة بلدات قضاء مرجعيون، واستخدام الخطوط الخلوية يسبب حالياً أوجاعاً في الرأس، حتى يكاد المواطن يفقد صبره، وتنهار أعصابه عندما يفكر في الاتصال بشخص ما بواسطة الشبكة الخليوية، وكلما طلب رقماً ما يفتح الخط بين 3-20 ثانية، ثم ينقطع فوراً، وهكذا يُحاول عدة مرات، وبعد جهد وتعب نفسي وإرهاق، قد يتمكن من إيصال الرسالة أو الخبر إلى المعني، وبالتالي تتضاعف قيمة فاتورته الشهرية لتصل إلى أكثر من 100%، وفي المقابل فإن قيمة اتصالاته الحقيقية لا تتعدى الـ 50% من الفاتورة·
القسم : الإتحاد في الصحافة - الزيارات : 3759 - التاريخ : 6/10/2011 - الكاتب : جورج نهرا - جريدة اللواء