إتحاد بلديات جبل عامل 16 بلدة جنوبية تستفيد من المشاريع المشتركة التنمية والإنماء ضرورة لقيام المجتمع المدني
إجتمعت البلدات لبناء وطنٍ مترابط الوحدة والعيش المشترك في ظلّ غياب الدولة، فأشرقت النور في تعاونها لتحدّي عدو الفقر المكتوب عليها، ولتبشّر بولادة "إتحاد بلديات جبل عامل"... هي بلدات عانت المعاناة المأساوية بعدما اغتصب العدو الصهيوني أرضها، كما وغابت عنها خدمات الدولة لـ25 عامًا. فأبشري يا سماء بإفصاح ثوبك الأبيض، والجنوب زغرد من جديد بولادة نصرك العزيز الذي تزامن وإنشاء "إتحاد جبل عامل".
تعتبر قرى الإتحاد من بين جيوب الفقر الثمانين التي حدّدتها إستراتيجية التنمية الإجتماعية في لبنان عام 2005، وبشكل عام تعتبر قرى الإتحاد في المرتبة الرابعة في أسفل سلّم خارطة أحوال المعيشة في لبنان... وبناءً عليه إلتقت كلّ من عديسة، الطيبة، مركبا، قبريخا، طلّوسة، عدشيت، دير سريان، رب ثلاثين، القنطرة، مجدل سلم وحولا لتأليف "إتّحاد بلديات جبل عامل" الذي أبصر النور في 9-11-2006 بموجب مرسوم جمهوري حمل الرقم 18104 ويبعد الإتحاد بين 90 و115 كلم عن العاصمة بيروت، ويرتفع عن سطح البحر حوالي 650 مترًا... وتعتبر الزراعة أهم مصادر الدخل لقرى الإتحاد، ويبلغ عدد سكّانه زهاء 65 ألف نسمة، ويعتبر هذا العدد من السكان متدنيًا نوعًا ما ويعكس الإنحسار السكّاني ووضع المنطقة الإنمائي، فهو نقطة الوصل ما بين البلديات والحكومة اللبنانية. أمّا بالنسبة إلى نطاق عمله فالإتحاد يؤمّن ما تحتاجة هذه البلدات كخدمة مركزية، وبات مفتاح التحدّي والحكمة البنّاءة، ذات الباع الطويل في تحقيق برامج المشاريع الإنمائية في مختلف البلدات التابعة له، ولما كان التنافس البناء على إرساء قواعد التوازي الإنمائي على مختلف الأصعدة قد أرخى بظلّه على البلدات الـ11 الملحقة به، سارعت ميس الجبل، الصوانة، تولين، وبليدا وبني حيان إلى حجز تذاكر إنضواء تحت جناحيه وبات عدد بلدات الإتحاد 16 بلدة جنوبية. يقوم الإتحاد بوضع مخطّطه التوجيهي الإستراتيجي للبلدات التابعة له بهدف العمل ضمن نظام متكامل يصب في مصلحة وإنماء البلدات. لهذه الغاية قام بإعداد مسودة مخطط بالتعاون مع مركز الدراسات الإنمائية في "آرش"، نوقش العمل بها في ورشة عمل كبرى حضرها رؤوساء البلدات وأخصّائيين بالشأن الإنمائي بغية إنجاز مخطّط متكامل يخدم المنطقة وأبنائها، يتابع الإتحاد بناء مركزه الذي أصبح في مراحله الأخيرة، وقد إستقدم للعمل موظّفين جُدد نظرًا لحاجته العملية والتنظيمية لكوادر بشرية مساعدة. في مقابلة أجرتها "بلديات نيوز" مع رئيس إتحاد جبل عامل علي الزين، تحدّث فيها عن إنجازات الإتحاد المتنوّعة، وقال "كان للإتحاد إنجازات على مختلف الأصعدة وفي جميع بلدات الإتحاد، فنظّم نشاطات ثقافية وإجتماعية، وشجّع على النشاط الديني، فأقام عددًا من الدورات لتلاوة وحفظ القرآن الكريم، كما عمل على تشجيع الأمسيات القرآنية في شهر رمضان الكريم لكافة الأعمار، بالإضافة إلى الندوات الثقافية التي من شأنها الإضاءة على تلك التعاليم بروح دينية". يتابع الزين "كما ونظّم الإتحاد الندوات المتعدّدة مع مسؤولين في جمعيات ومربّين ومتخصّصين بهدف إلقاء الضوء والتعرّف على مخاطر الإدمان بكافة أشكاله (الكحول، والمخدرات...)، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الإرتباط بالوطن والأرض فاهتم الإتحاد
بعرض فيلم "حبل الوريد" في جميع مناطق الإتحاد، واهتم بالصحّة لأنّها كنز لا يمكن فنائهِ، فيقوم بحملة صحّية سنوية لكشف سرطان الثدي تشمل شريحة كبيرة من النساء في كل بلدات الإتحاد، حيث ركّزت تحرّكها على الحلقات الحوارية التثقيفية، بالإضافة إلى الكشف الصحّي واللّقاحات في جميع مدارس الإتحاد، والدورات الإسعافات الأولية وسعى الإتحاد البلدي إلى تأمين 280 بطاقة صحّية لأصحاب الأمراض المزمنة من وزارة الصحّة التي تساعدهم على تأمين الدواء والعلاج اللّازمين طوال السنة، ويقوم بلقاءات سنوية مع المنطقة التربوية ومدراء المدارس، ويقدّم المساعدات للمدارس الرسمية، ويشجّع الدراسة من خلال تقديم مساعدة مالية رمزية مقدارها 280000 ل.ل.، بالإضافة إلى إقامته الدورات التعليميّة للقراءة والكتابة والكمبيوتر، شارك فيها العديد من بنات وسيدات البلدات من كل الفئات العمرية، كما ونظّم عددًا من الدورات التدريبية في صناعة الفوبيجو والأشغال اليدوية والخياطة بإشراف مدرّبين متخصّصين في عدد من البلدات، واهتم بالتغذية، فأقام دورات للصناعات الغذائية ولتعليم صناعة الحلوى، بالإضافة إلى إهتمامه بدور المرأة (العاملة، والأم، والأسيرة، والمحرّرة...)، إضافة إلى اهتمام الإتحاد بالنشاطات الرياضية كالسباحة، والتيرو، وكرة الطاولة والطائرة، والألعاب الترفهية. يضيف الرئيس الزين "بأن اهتمام المناطق الجنوبية بالزراعة وخاصّة زراعة الزيتون دفع الإتحاد إلى التشجيع على الإستفادة من خلال تصنيع الصابون واستخدامة وبيعه في الأسواق كسلعة مطلوبة فقام الإتحاد بدورة لهذه الغاية، وشجّع على تعزيز قدرات الشباب وإتاحة الفرص أمامهم للعمل في مجالات تمديد وصيانة مقوّمات الكهرباء، فأقام لهم "دورة كهرباء صناعية" بالإضافة إلى دورات لصيانة الكمبيوتر والهاتف الخلوي. "إهتم الإتحاد بالنشاطات الزراعية، فالأرض هي مصدر للعطاء، وقام بندوات زراعية حول وضع الزيتون بالتعاون مع مهندسين زراعيين وكيفيّة مكافحة أمراض الزيتون"، كما يؤكّد الزين. ويشجّع الزين على إستبدال زراعة التبغ بزراعة الزعتر كونه يشكّل مادّة إنتاجية مهمّة، ويعمل على توعية سكّان جبل عامل على كيفية الزراعة الصيفية من خلال الندوات التي أقامها في عدد من بلدان الإتحاد. سارع الإتحاد على النهوض الزراعي من خلال إنشاء التعاونيات الزراعية وتفعيلها ودعمها في البلدات التابعة له، بالإضافة إلى المشاريع الإنمائية التي قام بها في منطقة عدشيت، والقنطرة، والطيبة، في بناء مشروع ريّ متكامل. قام الإتحاد في بناء مرحلته الأولى سنة 2008 ليبصر النور في سنة 2012 فقدّم خدمات كبرى لأكثر من تسعين مزارعًا توزّعوا بالتساوي على ثلاث بلدات، وأنشأ بركة لتجميع المياه في منطقة عدشيت الجنوبية، بالإضافة إلى الإتفاقيّات مع كلّية الزراعة في الجامعة اللبنانية وأخرى إيطالية، واهتم بالنشاطات البيئية، فنظّم الإتحاد دورات تدريبية في عدد من القرى لتوعية النحّالين وتقديم الإرشادات والخدمات لهم بهدف تحسين العمل ونوعيّة الإنتاج. واهتمامًا بالثروة الحيوانيّة، رعى الإتحاد نشاطاتها وقدّم النصائح لإستمرارية إنتاجها. وتوزّع إهتمام الإتحاد على الطرقات النظيفة وأخرى على الزرع الأخضر فاهتم بمكافحة الأعشاب على جوانب الطرق الرئيسية والفرعية، وساعد الإتحاد أيضًا على إنارة بعض المناطق بالطاقة البديلة فتم تجهيز مدرسة قبريخا وبلدية القنطرة... وأيضًا سعى الإتحاد إلى بناء حاويات وآليات لرفع النفايات لكل من بلدات قبريخا، ورب ثلاثين، بالإضافة إلى كل هذه الإنجازات قام إتحاد جبل عامل بالمشروع الأهم هو "وادي الحجير" فهو صديق العائلات ومقصد الزوار، فاهتم بإقامة منتزة طبيعي متكامل فيه، بهدف تعزيز الدور السياحي وإبراز الوجه الجمالي والحضاري لمناطق جبل عامل، بالإضافة إلى الإهتمام ببناء مداخل تجميليّة لبلدات الإتحاد، وركّز على بناء جدران الدعم وتعبيد المداخل الرئيسية وبناء الأرصفة وزراعة الأشجار والورود.