الشمس هي مصدر الحياة ومصدر الطاقات على الأرض ، فالطاقة الشمسية الواصلة إلى سطح الأرض تتحول إلى شكلين رئيسيين : طاقة ضوئية وطاقة حرارية ، وكل منها يتجلى بعدة مظاهر تؤدي لنشوء العديد من الطاقات .
أن تحويل الطاقة الشمسية الى طاقة ضوئية يتم بواسطة منظومات متخصصة باستخدام الخلايا الشمسية . أذ بدأت صناعة هذه الخلايا في الخمسينات من القرن الماضي وقد صنعت الخلية الأولى من السليكون ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أدخلت تعديلات عديدة في كيفية صناعة هذه الخلايا وكذلك توسيع قاعدة المواد التي تصلح لهذه الخلايا .ولا زالت الأبحاث جارية عن نماذج بديلة عن الخلايا السيليكونية مثل : كادميوم سيلينيوم - كبريتيد النحاس - كبريتيد كادميوم ..
أن الطاقة الشمسية تجعلها تتميز عن مواصفات الطاقات الأخرى ، فهي :
1- طاقة هائلة قادرة على العمل بكفاءة وجودة عالية ولمدة طويلة غير محدودة و يمكن استغلالها في أي مكان 2- تشكل مصدراً مجانياً للوقود الذي لا ينضب . 3- طاقة نظيفة ودون مخلفات أو أخطار فهي لا تنتج أي نوع من أنواع التلوث البيئي . 4- محدودية مصادر الطاقة التقليدية الاخرى .
فربما كان لهدوء الشمس الزائد دور كبير في إهمال الناس لها ونسيانها ، إلا أن أزمة الطاقة الحالية والتهديدات المطروحة أمام الحضارة الحديثة في حال نضوب النفط أعاد الأذهان للتفكير باستغلال الطاقة الشمسية ، حيث نرى أن الأبحاث اليوم جادة لتطوير هذا المصدر الجوهري ووضعه قيد الاستثمار الفعلي على نطاق واسع ، إذ أن العالم الآن بدأ يدرك أهمية هذه الطاقة وإمكاناتها الكبيرة في حل أزمة الطاقة المقبلة .
فقد لاقت تطبيقات الأشعة الشمسية في السنوات الأخيرة استخداماً واسعاً في الحياة العملية سيما في منظومات إنارة الشوارع لما لها من أهمية في أكساب الموقع الذي تنصب فيها هذه المنظومات لمسات جمالية وترشيد في أستخدام الطاقة الكهربائية الواردة من الشبكة الوطنية وألاستفادة منها في مجالات أخرى في ظل أحتياج كبيرالى الطاقة وتوليد لا يكاد يغطي النصف من الاستهلاك المحلي في البلد .
نعم ..إن من التقنيات الواعدة هي التي تسخر طاقة الشمس، حيث يعتبر التحويل الحراري المباشر للإشعاعات الشمسية الى طاقة كهربائية عبر الخلايا الشمسية ذات تقنية جديدة ومتطورة ،وهو صناعة إستراتيجية باعتبارها مصدراً ً مستقبلياً سيكون له الأثر الأكبر في المحافظة على مصادر الطاقة التقليدية ولأغراض أهم واستغلال أمثل علاوة على أن مصدر طاقته مجاني ولا ينضب
ولكن يبقى السبب الرئيسي لعدم انتشار الخلايا الشمسية المصنعة في الحياة العملية الأخرى هو ارتفاع أسعارها . اذ تستثمر الدول المصنعة أموالاً طائلة في مجال الطاقة الشمسية وذلك على مستوى البحث والتطوير بغية الوصول إلي تخفيض أسعارها وزيادة كفاءتها وتسهيل طرق إنتاجها وجعلها واعدة للإنتاج والتطبيق الموسع.
و فعلا شرع اتحاد بلديات جبل عامل بالتعاقد مع شركة الديار للهندسة والتجارة , في عامي 2009-2010 بتنفيذ مشروع الإنارة على الطاقة الشمسية في كافة قرى الإتحاد , بتمويل من جمعية GTZ صندوق البيئة إذ بلغت كلفته 200.000 يورو, وقد لاقى هذا المشروع صدى ايجابي لدى أهلنا في القرى لما له من أثر بارز خاصة مع الإنقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وخصوصا في فصل الشتاء.
ان القيام بمشاريع رائدة من هذا الطراز وعلى مستوى المنطقة هو مصدر جديد آخر من الطاقة يضاف الى المصدر التقليدي وهذا يتطلب أيضا تظافر الجهود عبر قنوات الاتصال مع الشركات المتخصصة بأستخدام الطاقة الشمسية , آملين من الجميع التعاون في هذا المضار لتتم الفائدة على كل قرى جبل عامل وفق أساليب وتقنيات عصرية متطورة ليجني اهالينا حصاد هذا النتاج العلمي الحضاري واللحاق بالدول التي سبقتنا في تطبيق هذه التقنية ..
القسم : مشاريع منجزة - الزيارات : 2374 - التاريخ : 27/7/2011 - الكاتب :